لقـاء الطيـف
أراكـي رُؤىً وانا يقظٌ في نهاري، وأسري إليكِ وأنا حاضرٌ لم أنتقل
يومي ليلُكِ، فأنت نائمةٌ في نهاري، وطيفي زائرُكي بليلٍ فكيف يندل
دعـوتُ ربي و اتكلتُ من بعدهِ على وميضٍ من فيضِ روحك و أمل
تبيَّن طيفي وجهك و أنت في حجبٍ و اهتدى وأنت وراء سترٍ منسدل
وقف حانياً بصمتٍ صابراً مبتهلاً، يصبو اليكِ في لهفٍ بلا تعبٍ او ملل
ولما اعياهُ طولُ ليلٍ وانتظارٍ بات مرتاعاً خائفاً لوَّعْتِهِ بالوجدِ حتى نحل
ناديْتِهِ لمَّا رأيْتِهِ انْتَحى ويحَكَ زائري لبَّيكَ تمهَّل لا تفِرَّ عني ولا تنذهل
فأنا من وجدي سكنْتُ أُخالِسُكَ النظرَ، و أُملي منكَ النفسَ على وجل
فلا زِلتُ مُقيَّدةً بعُرفٍ تليدٍ ظالمٍ، و الحشاشـةُ تُعتصرُ كلَّ يومٍ و تُبتذل
دعني أعيشُ لحظاتَ فجرٍ وليدٍ بلُقياكَ أحِبُّكَ وأنهلُ من حُبِّكَ ما يُنتهل
لأجلكَ و بصدقِ حُبِّي و حُبِّك أكسرُ كل عُرفٍ، فبكُلِّ ليلٍ طيفـك أرسل
فلما وعى طيفي قولَكِ بعد انذِهالٍ بدا من خبئهِ ولبى النداءَ لكِ وامتثل
معا، تغفينَ بين ساعديهِ مُطمئنةً و أحاطك بلهفٍ ولطفٍ و رفقٍ و خجل
أسْفَرَتْ روحَك جمالاً فازداد تيهاً و نسيمُكِ العليلُ و الشذا عطـاءٌ جَزِل
حباكي ربي بجمالٍ نيِّرٍ وما قتر فأُسقِيَ طيفي من رؤاكي نوراً حتى ثمل
أذقتِهِ من اللينِ طرفاً ورياً من ثغْرِكِ وذاق فخرَّ لله راكعاً ساجداً و ابتهل
محمود الصالح